بقلم: عصـام سـالـم شــرف
أعتبر نفسي مصريا طبيعيا عاديا، كغالبية أفراد الشعب المصري الذي كنت أعرفه !، يؤدي فروض الصلاة الخمس دون تأخير محاولا الخشوع فيها قدر المستطاع، يؤدي واجبات ومسئوليات عمله يوميا بكامل طاقته وإمكاناته العقلية والجسمانية ومراعيا مصالح العاملين تحت رئاسته، أرعى أهل بيتي وأولادي بكثير من الحلم والحب والود، أزور أمي متعها الله بالصحة والعافية يوميا والحمد لله لأطمئن عليها، مقصرا بعض الشيء في صلة الرحم ذلك أن أهلي وعشيرتي خارج نطاق محافظة القاهرة التي أقطنها ولظروف عملي، أراعي حق الجار على أكمل وجه كما أمرنا النبي المصطفى " سيدنا محمد صل الله عليه وآله وصحبه وسلم "، أبادر بإلقاء التحية بود شديد على كل من يقابلني، أبادر بالإعتذار للآخرين عند الشك في الإساءة إليهم ولو عن غير قصد، ألتزم بمراعاة اللوائح والقوانين المفروضة من قبل السلطات فلم تسجل ضدي مخالفة مرورية يوما في حياتي إلا واحدة وبها شك وقمت بالطعن عليها قانونا.
وبحكم وضعي الوظيفي الراهن وظروف عملي الحالية أصبحت منذ فترة قليل الإحتكاك بالشارع المصري، لكنني قد أسند إلي مؤخرا مهمة على مستوى خاص جعلتني وبعد طول غياب أتواجد بالشارع المصري وأتعامل مع الكثيرين من عامة الشعب.
وأعترف أنني وجدت اليوم مجتمعا مصريا مختلفا تماما وجديدا غريبا لم أألفه من قبل، فقد رأيت وجوها مختلفة، وتصرفات غريبة، وحركة وفوضى مرورية عارمة، وغضب يملأ قلوب المواطنين، وغلظة شديدة في التعامل بين الناس، خلافات بين الناس تبدأ بأفظع الألفاظ البذيئة وتصل الى حد العراك بالأسلحة البيضاء وتنتهي غالبا بإصابات بالغة، وقمامة تملأ الشوارع حتى في أرقى الأحياء، إنها مصر غير مصري التي عرفتها وترعرعت بين أحيائها ووسط شوارعها وبين أهلها البسطاء الطيبين.
في كل خطوة مني وفي كل متر تتحرك فيه السيارة وفي كل مكان أدخله، أجدني أدعو الله سبحانه وتعالى أن أفيق من هذا الكابوس على اعتبار أنني أحلم ولست في يقظة من أمري.
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا .. وقنا شر الفتن والمحن .. ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا .. وآمنا اللهم في أوطاننا .. إنك على كل شيئ قدير.
هـدانــا اللــه وإيـاكــم لمـا فيــه خيــر البـلاد والعبــاد
عصــام شــرف
علـى إسـم مصـــر التاريـخ يقـدر يقـول ما شـاء
أنـا مصـــر عنـدي أحـب وأجمـل الأشيـاء
القاهرة في: 08/05/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق