الاثنين، 30 أبريل 2012

جلد الذات

بقلم: عصـام سـالـم شــرف

تذكرت هذه الأيام قصة واقعية صغيرة / بسيطة شخصية حدثت معي في الصغر، عندما عدت ذات يوم من مدرستي الإبتدائية مبكرا عن مواعيد الدراسة الرسمية فلم أجد أمي في المنزل وكان الجو سيئا والسماء تمطر بشدة، فما كان مني إلا أن عدت الى الشارع واللعب تحت المطر معاندة واعتقادا مني أن في ذلك عقابا لأمي، بأن ملابسي سوف تبتل وعليها أن تقوم بغسلها، ناسيا أو غافلا عن عواقب ذلك على نفسي بصفة شخصية ولم يسعفني فكري المحدود وقتها أن ذلك سيؤدي حتما الى إصابتي بنزلة برد حرمتني من النزول الى الشارع واللعب مع الأصدقاء لمدة ليست بالقليلة ...... في النهاية كنت أنا الخسران !.
تذكرت ذلك وأنا أرى غالبية الشعب المصري ينساق وراء عاطفته وغريزيته في معاندة النفس واختياره للتيار الإسلامي ( سياسيا ) على اختلاف توجهاته بديلا عن الحزب الوطني وكل ما هو حكومي معتقدا أنه بذلك يعاقب الحزب الوطني ( وحده )، في حين أن الحقيقة مغايرة تماما لذلك فها نحن نجد مجلس الشعب الحالي يستبد برأيه على طول الخط وفي جميع الموضوعات ويريد حزب الغالبية أن يستحوذ على السلطة بكاملها وأن لا يعلوا صوت فوق صوته، بل لا يريد صوتا بجانب صوته ... هل نحن أمام ديكتاتورا جديدا !!.
أخشى أن نكون كالفراشات تبحث عن الخلاص من الظلام بالضوء فكان الضوء قاتلها !!!.
هـدانــا اللــه وإيـاكــم لمـا فيــه خيــر البـلاد والعبــاد
عصــام شــرف
علـى إسـم مصـــر التاريـخ يقـدر يقـول ما شـاء
أنـا مصـــر عنـدي أحـب وأجمـل الأشيـاء
القاهرة في: 30/04/2012

الأربعاء، 25 أبريل 2012


لازال  في القلب رغم رحيله 

بقلم: عصـام سـالـم شــرف

كعادته كان فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة مثار حديث المصريين جميعهم مسلمين ومسيحيين، وذلك نتيجة لزيارته المفاجئة غير المبررة على الإطلاق للأراضي المقدسة بفلسطين الجريحة الأسيرة، محاطا بحراسة مشددة من مجهولين شكك الكثيرون في أنهم قد يكونون من الجنود اليهود الإسرائيليين، مما أخرج الزيارة عن المضمون الذي حاول فضيلته تأكيده بأن الزيارة شخصية لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه.

وهنا نتوجه لفضيلته بسؤال - لو لم تكن في منصبك السياسي المرموق .. هل كان من الممكن الحصول على تأشيرة دخول للأراضي المقدسة ؟ وهل كان سيحاط بكل هذا العدد من رجال الأمن ؟ وهل كان سيلاقي كل هذا الترحيب ؟.

لذا وجدت نفسي مضطرا لعقد تلك المقارنة بين موقف فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة من جهة، وموقف قداسة البابا شنودة الثالث من جهة أخرى تجاه زيارة الأراضي المقدسة بالقدس العربية الأسيرة.
فالأول شجع على الزيارة بل وقام بنفسه متجاهلا مشاعر الجميع بزيارة المسجد الأقصى، والثاني كان قاطعا واضحا رافضا بشدة زيارة الأراضي المقدسة ولم يمنح تصريحا واحدا بذلك، فالتف حوله المصريون جميعا مسيحيون ومسلمون.

تذكرت ذلك ونحن نحتفي بقداسته في ذكرى الأربعين لوفاته.

حقا إن الرجال مواقف !!
هـدانــا اللــه وإيـاكــم لمـا فيــه خيــر البـلاد والعبــاد
عصــام شــرف
علـى إسـم مصـــر التاريـخ يقـدر يقـول ما شـاء
أنـا مصـــر عنـدي أحـب وأجمـل الأشيـاء
القاهرة في: 25/04/2012

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

كالعادة دائما متأخرون


بقلم: عصـام سـالـم شــرف

كالعادة دائما متأخرين
في مقال منشور بجريدة المصري اليوم بالصفحة الثالثة يوم الثلاثاء الموافق 17 / 4 / 2012 كتبت كريمة حسن مقالة تحت عنوان: بدء هدم منزل الزعيم محمد فريد بشبرا
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=335318&IssueID=2474
خبر نزل على قلبي كالصاعقة، وما شدني في هذا الخبر هو سلبية القائمين على الجهاز القومي للتنسيق الحضاري تجاه هذه الجريمة النكراء التي يندى لها جبين كل حريص على تراث هذا البلد الذي أصبح الجميع فيه يتوارى خلف جبنه ومصالحه الشخصية.
والسؤال هنا هل يكتفي جهاز التنسيق الحضاري بتطبيق ما يستطيع تطبيقه من القانون الخاص بإنشائه مع ما يتفق معه من قوانين الإسكان ؟ أم أن دوره يجب أن يتخطى هذا الحد بأن يكون الحارس الأمين على تراث هذا البلد من العمارة المتميزة ذات التاريخ، أتذكر هنا موقف للأستاذة الدكتورة سهير حواس وهي أحد قيادات جهاز التنسيق الحضاري يوم رأت أحد أعمدة الإنارة الخاصة بكوبري قصر النيل أو كوبري أكتوبر وقد كان مختلفا عن باقي الأعمدة من حيث اللون أو الشكل، ولم تسكت حتى تم تدارك الأمر من قبل المسئولين بمحافظة القاهرة وقتها ( عام 2009 على ما أعتقد )، فلماذا لم يتحرك جهاز التنسيق الحضاري أمام هذه الجريمة بهدم منزل الزعيم محمد فريد ! وإذا كان المنزل غير مسجلا ضمن المباني ذات الطراز المعماري فلماذا لم يتم تسجيله ضمن المباني ذات القيمة ؟ ولماذا لم يتحمس مسئولي جهاز التنسيق الحضاري للحفاظ بل والدفاع عن هذا المبنى ذو القيمة من حيث أهمية صاحبه والأحداث العظيمة التي دارت داخل أروقته، ألسنا في بلد يحرص على الحفاظ على تاريخه وتوثيق أحداثه كما يريد المسئولين بالجهاز على توثيق ما حدث في أحداث 25 يناير بميدان التحرير بطرحه لمسابقة لتطوير الميدان !.
إنها مجموعة من الأسئلة البريئة من حريص على تاريخ هذا البلد وحاضره ومستقبله - يجب أن تجد صداها لدى مسئولي الجهاز القومي للتنسيق الحضاري وعلى رأسهم رئيس مجلس إدارته الأستاذ / سمير غريب، الذي أعلم جيدا غيرته وحرصه على بلدنا العزيز الحبيب مصر، وإلا لما قاد حملته الممتدة على مدار شهور في مقاله الأسبوعي بجريدة الأخبار ضد ما يحدث في مكتبة الأسكندرية !.
هـدانــا اللــه وإيـاكــم لمـا فيــه خيــر البـلاد والعبــاد
عصــام شــرف
علـى إسـم مصـــر التاريـخ يقـدر يقـول ما شـاء
أنـا مصـــر عنـدي أحـب وأجمـل الأشيـاء
القاهرة في: 21/04/2012