بقلم: عصـام سـالـم شــرف 

صادفتني هذه الكلمة وأن أتصفح بريدي الالكتروني، فعادت بي الذاكرة الى أكثر من عشرين عاما للخلف عندما كنت أعمل بالمملكة العربية السعودية.
أما الكلمة فهي لا تعني شيئا في حد ذاتها، ولكنها أتت لي ببعض الذكريات المرتبطة أكيد بأشخاص بعينهم وللكلمة علاقة بهم.
كنت أعمل محاسبا بإحدى كبريات الشركات العاملة في مجال تعبئة وتوزيع زيوت الطعام على مستوى الشرق الأوسط وكان مقرها مدينة جدة - المملكة العربية السعودية، وكنت سعيدا جدا بالعمل بها لسمعتها الطيبة وجودة منتجاتها ومستواها الإداري العالي جدا ويكفي أن أذكر أنني أعمل بشركة ؟؟ حتى أنال احترام الجميع.
وفي صباح أحد الأيام علمت أنه تم تعيين مدير مصري جديد في أحد المراكز القيادية بالشركة فزادت سعادتي لأن معظم إن لم يكن كل من عرفتهم بالشركة كانوا من صغار الموظفين، إلا أن سعادتي لم تكتمل فقد أصدر الرجل قرارا بنقلي من المركز الرئيسي للشركة بمدينة جدة للعمل بفرع الشركة بالمنطقة الشرقية بمدينة الدمام بوظيفة مندوب مبيعات وقد نزل علي الخبر كالصاعقة، حيث كنت معتادا على الذهاب الى مكة المكرمة لأداء العمرة وصلاة الجمعة أسبوعيا تقريبا على مدار ( 5 ) خمس سنوات وزيارة المدينة المنورة مرة كل شهرين وكنت أتقابل مع الأصدقاء والأقارب ممن يقدمون الى السعودية لأداء العمرة أو فريضة الحج مما جعلني لا أشعر بالغربة على الإطلاق، وسيحرمني هذا القرار من جميع امتيازاتي المذكورة، فذهبت الى الرجل مستفسرا عن سبب قراره هذا فقال أنا عايز كده – لماذا هل قصرت في عملي؟ - هل بلغك عني شيء مشين؟ - هل يوجد بيني وبينك خصومة سابقة؟ - وغيرها من الأسئلة والجدل بيني وبينه دون جدوى، فذهبت الى الحبيبة " مكة المكرمة " وطفت بالبيت الحرام باكيا على فراقه وشاكيا الى الله سبحانه وتعالى هذا الظلم غير المبرر.
انتقلت للعمل بالدمام وعلمت أن الرجل قد أطلق على فريق العمل الذي أنتمي إليه ( فريق النسور )، رحل الرجل عن الشركة بعد شهر تقريبا وبقيت أنا في المنطقة الشرقية ( 5 ) خمس سنوات أخري حتى نهاية فترة عملي بالشركة، حيث كانت أخصب فترة اكتسبت فيها الخبرات التي أهلتني لتقلد مناصب متعددة ومنها ما أنا فيه الآن، ذلك أني وجدت هناك من تبناني عمليا فأحسن تدريبي على العمل الجديد ألا وهو مديري وأستاذي ( م ت س ) الذي شغلت وظيفته بعد تركه للعمل.
شكرا للرجل الذي نقلني تعنتا، وشكرا لأستاذي الذي لم يبخل علي بعلمه، والحمد لله على كل حال.
وفقنا الله وإياكم لما فيه خير البلاد والعباد
عصام شرف
القاهرة في 07/05/2011