الاثنين، 13 فبراير 2012

لدينا أنبوبة مليانة

بقلم: عصـام سـالـم شــرف
على الرغم من أنني أسكن في إحدى مناطق القاهرة الأحسن حظا في التخطيط والنظافة والرعاية من قبل المسئولين في الدولة ألا وهي مصر الجديدة، وهو حي تكاد تكتمل جميع مرافقه، وطبعا من أهمها توافر شبكة الغاز الطبيعي، والتي نحمد الله سبحانه وتعالى عليها كثيرا جدا، نظرا للأزمة المزمنة الحالية في نقص اسطوانات الغاز لمن ليس لديه غاز طبيعي.
ونظرا لكون منطقتنا وشارعنا بالتحديد أحد الشوارع الواسعة نسبيا ويفصلنا مسافة بسيطة جدا عن منطقة أقل حظا في توافر الخدمات فقد فوجئنا بسيارة نقل من الحجم الكبير تقف أمام مسجدنا محملة باسطوانات الغاز مرسلة من أحد مرشحي مجلس الشورى ومعها عدة أشخاص تجولوا في المنطقة المذكورة داعين الناس للحصول على اسطوانة غاز، وفي أقل من 30 دقيقة تحولت منطقتنا وشارعنا الهادئ نسبيا الى ساحة معركة بين المواطنين للحصول على اسطوانة غاز، خاصة وأنها تباع بالسعر الرسمي دون أية زيادات، وقد استمرت تلك المعركة حوالي الساعتين، شهدنا خلالها معاناة لم نكن نصدقها لولا رؤيتنا لها رأي العين، هؤلاء البسطاء أتوا مهرولين مع نسائهم بلباس المنزل للحصول على هذه الغنيمة التي أصبحت غاية في هذه الأيام.
انفض المولد وغادرت السيارة منطقتنا وذهب الناس الى منازلهم فرحين، ودلفنا نحن الى داخل شققنا وأغلقنا النوافذ من شدة البرد، وعاد الهدوء الى شارعنا ومنطقتنا.
وبقي أن نشكر ذلك المرشح لمجلس الشورى على هذه المكرمة بالرغم من أنها مناورة سياسية لكسب أصوات هؤلاء البسطاء، ولكنه أسعد عدد لا بأس به منهم.
هـدانــا اللــه وإيـاكــم لمـا فيــه خيــر البـلاد والعبــاد
عصـام شـرف
علـى إسـم مصـــر التاريـخ يقـدر يقـول ما شـاء
أنـا مصـــر عنـدي أحـب وأجمـل الأشيـاء
القاهرة في: 13/02/2012

الأربعاء، 1 فبراير 2012

إنكم تفقدون تعاطفنا معكم !!

اشتباكات أمام ماسبيرو .. والمعتصمون يقذفون مبنى الإذاعة والتليفزيون بالحجارة - خبر مستفز انتشر في جميع وسائل الإعلام.
نعم لقد اختلط علينا الأمر في وصف أو تعريف البلطجية، تلك الكلمة التي أصبحت على لسان كل فاشل وواهم أنه الأفضل.
هل البلطجية هم المعتصمون أمام المنشآت الحكومية على اختلاف أسمائها ونوعياتها، بدءا من مبنى مجلس الوزراء مرورا بمبنى التليفزيون بماسبيرو وانتهاءً بميدان التحرير، الذين ينطبق عليهم وصف المخربون لأن اعتصاماتهم تنتهي دائما بالدموية نتيجة احتكاكهم واستفزازاتهم لرجال الأمن من القوات المسلحة والقوات المدنية، وذلك بعد محاولاتهم المتكررة بإلقاء الحجارة عليهم وعلى كل صوت عاقل يحاول التفاوض معهم وحرق الممتلكات العامة والخاصة، رغم ادعاءاتهم لتصرفاتهم بالسلمية .. هل هؤلاء هم البلطجية ؟!
أم أن البلطجية هم المتضررون من أصحاب المحلات المغلقة وسكان العقارات المحاصرة وأصحاب السيارات المكدسة بالطرقات، وغيرهم من العاملين بالمصالح الحكومية الذين لا يستطيعون الوصول الى مقار عملهم، أو نحن البسطاء من الشعب المصري الذين يقفون على الحياد متضررين من انخفاض قيمة الحوافز والجهود على المرتبات نتيجة عدم القدرة على الأداء الأفضل جراء تعطيل حركة المرور ونقص المواد الخام واعتلاء أصحاب الأصوات العالية سدة المؤسسات والهيئات رغم عدم كفاءاتهم ونقص خبراتهم.
دعونا نحتكم لصوت العقل .. نقولها لكل معتصم لا يحسن اختيار الزمان ولا المكان ولا التصرف، لماذا تفترضون أنكم الأفضل ؟ لماذا تظنون أنكم الأصوب ؟ لماذا تنكرون علينا حق رفض ما تقومون به ؟ لماذا تحاولون دائما إفساد سعادتنا بما تم إنجازه حتى الآن من نجاحات للثورة ونعطي من بيده مقاليد الأمور الفرصة الكاملة لتحقيق باقي مطالبنا ؟
وتذكروا أنكم بتصرفاتكم تلك إنما تفقدون تعاطفنا معكم !!
هدانا الله وإياكم لما فيه خير البلاد والعباد
عصـام شـرف
على إسم مصــر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصــر عندي أحب وأجمل الأشياء
القاهرة في: 01/01/2012